المؤلف: ليو شياو جيه

في الثاني من نوفمبر، وفي حلقة بودكاست، تنبأ إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا، بمستقبلٍ ثوري: خلال السنوات الخمس أو الست القادمة، ستختفي الهواتف المحمولة والتطبيقات التقليدية، وسيُولّد الذكاء الاصطناعي معظم المحتوى الذي يستهلكه البشر.
... يعتقد ماسك أنه "في المستقبل، لن يكون هناك نظام تشغيل ولا تطبيقات. سيعرض هاتفك فقط وحدات بكسل ويُصدر صوتًا. سيتنبأ بما ترغب برؤيته وسماعه، ثم يُولّده في الوقت الفعلي. سندمج الذكاء الاصطناعي في هذا الجهاز بقدر ما... ممكن." ويضيف قائلاً: "لن تكون هناك هواتف محمولة تقليدية بعد الآن. ما نسميه هواتف محمولة سيكون في الواقع عُقدًا طرفية لاستنتاجات الذكاء الاصطناعي، مُجهزة بوحدات لاسلكية للاتصال." يُجادل ماسك بأن الذكاء الاصطناعي من جانب الخادم سيتواصل مع الذكاء الاصطناعي على أجهزة المستخدم (المعروفة سابقًا بالهواتف المحمولة) ويُنشئ أي فيديو فوري يريده المستخدم. وفيما يتعلق باستبدال الوظائف البشرية بالذكاء الاصطناعي، قدم ماسك جدولًا زمنيًا تنازليًا: بعض وظائف سطح المكتب، مثل معالجة البريد الإلكتروني وخدمة العملاء عبر الهاتف، تختفي بسرعة، بينما من المرجح أن تُستبدل وظائف مثل البرمجة وإنشاء المحتوى بشكل كبير في غضون عام إلى عامين. ستتحول وظائف مثل القيادة والخدمات اللوجستية بسرعة بعد نضوج القيادة الذاتية. لا يزال الذكاء الاصطناعي رقميًا؛ فتحريك الذرات أصعب بكثير من تحريك البتات. لذلك، ستستمر الأعمال اليدوية، مثل اللحام والسباكة والأعمال الكهربائية والطبخ، لفترة أطول، ولكن سيتم استبدالها في النهاية بالروبوتات. في البودكاست الذي استمر 3 ساعات، ناقش ماسك أيضًا سعي غروك وراء الحقيقة، والتطور الهائل للمحتوى المُولّد بواسطة الذكاء الاصطناعي، وكيف يُمكن لأمن الذكاء الاصطناعي حماية الحضارة البشرية. يعتقد ماسك أن "غروك" هو ذكاء اصطناعي يُعامل جميع الكائنات البشرية على قدم المساواة. وقد بذل الفريق جهودًا جبارة في مكافحة المعلومات المتحيزة على الإنترنت، وبفضل هذا الجهد الكبير، تمكّن الذكاء الاصطناعي من "قول الحقيقة" وتجنب تحريف أحكامه الواقعية بـ"الصوابية السياسية". ويتوقع أن يتجاوز الذكاء الاصطناعي ذكاء إنسان واحد بحلول عام 2026، وذكاء البشرية جمعاء بحلول عام 2030. هذا التحول ليس خيالًا علميًا، بل هو "خطة لإعادة تشكيل الحضارة" يُروّج لها بقوة مشروع ماسك "نيورالينك" و"إكس إيه آي" ومشاريع أخرى. وتخطط تيسلا لإكمال وعرض نموذج أولي لسيارة طائرة عملية خلال أسابيع قبل نهاية عام 2025. ويدّعي ماسك أن هذا العرض استثنائي، وقد يصبح "أكثر حدث إطلاق لا يُنسى" في التاريخ. الإطار الزمني ضيق للغاية، لكنه يُصرّ على أن لدى تيسلا "فرصة واقعية" لإنجاز المهمة في الوقت المحدد. يتخيل ماسك أيضًا: "نعيش على كوكبٍ لا تسمح لنا الجاذبية فيه إلا بمغادرة الأرض - مثل لعبة فيديو بأعلى مستوى صعوبة، ولكن ليس مستحيلًا". والآن، نواجه أخطر مرحلة في هذه "اللعبة": إما تحقيق ثروة غير مسبوقة من خلال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، أو مواجهة انهيار حضاري وسط الأيديولوجيات والأكاذيب.