عملية بيتكوين تؤدي إلى اعتقال مجرم إلكتروني بريطاني متهم بانتهاك بيانات بقيمة 25 مليون دولار
ربما أدت معاملة بيتكوين صغيرة إلى كشف أحد أكثر مجرمي الإنترنت مراوغًا.
يُتهم كاي ويست، وهو مواطن بريطاني يبلغ من العمر 25 عامًا، بالعمل تحت الاسم المستعار "IntelBroker" وتنظيم سلسلة من خروقات البيانات البارزة التي أثرت على أكثر من 40 منظمة على مستوى العالم، مع أضرار تقدر بأكثر من 25 مليون دولار.
من مشاركات المنتدى إلى التهم الفيدرالية
كان ويست معروفًا في عالم الجريمة الإلكترونية بسبب نشاطه على BreachForums - وهو سوق سيئ السمعة للبيانات المسربة وأدوات القرصنة.
وزعم الادعاء العام أنه أدار المنصة من أغسطس/آب 2024 حتى اعتقاله في فبراير/شباط 2025.
وبحسب التقارير، استخدم ويست اسم "IntelBroker" لبيع بيانات مسروقة من الشركات والرعاية الصحية والحكومة من خلال المنتدى وقبول المدفوعات بعملة البيتكوين ومونرو التي تركز على الخصوصية.
وبحسب لائحة الاتهام الأميركية غير المعلنة، اخترق ويست مجموعة واسعة من المنظمات، بما في ذلك شركة اتصالات أميركية كبرى، ومقدم رعاية صحية، وشركة خدمات إنترنت.
وفي إحدى الحالات، زُعم أنه عرض الوصول إلى قاعدة بيانات تحتوي على آلاف السجلات الخاصة بالمرضى، بما في ذلك أرقام الضمان الاجتماعي ومعلومات خطة الرعاية الصحية.
المسار الرقمي يؤدي إلى الهوية الحقيقية
حدث الاختراق في أوائل عام 2023 عندما اتصل ضابط إنفاذ القانون السري بشركة IntelBroker وعرض 250 دولارًا أمريكيًا في Bitcoin مقابل البيانات المسروقة.
ورغم صغر حجم هذه المعاملة، إلا أنها سمحت للسلطات بتتبع الدفعة إلى محفظة Coinbase المسجلة باسم ويست الحقيقي.
وقد ربطت التحقيقات الإضافية في حسابه على Gmail بشكل مباشر بينه وبين اسمه المستعار على الإنترنت والمعلومات المسروقة التي كان يبيعها.
وكشف مكتب التحقيقات الفيدرالي أيضًا عن تداخل عناوين IP بين تسجيلات الدخول الشخصية الخاصة به وتلك المستخدمة للوصول إلى BreachForums، مما أدى إلى إغلاق الاتصال بين ويست وIntelBroker.
وتشير وثائق المحكمة إلى أنه نشر 158 موضوعًا يعرض بيانات مسروقة - وكان 41 منها على الأقل تحمل أسعارًا محددة، بإجمالي يزيد عن 2.4 مليون دولار.
مصدر: إكس
شبكة ظل ذات تأثير حقيقي في العالم الحقيقي
ويعتقد أن ويست تآمر مع أعضاء جماعة الجريمة الإلكترونية المعروفة باسم CyberN***ers.
ويقول مسؤولون أمريكيون إن المجموعة ساعدت في تسهيل سرقة جماعية لمعلومات حساسة، وأن ويست وحده نشر البيانات المسروقة أكثر من 100 مرة بين عامي 2023 و2025.
مصدر: إكس
وبالإضافة إلى بيع البيانات، يُزعم أنه قام بالتبرع ببعض مجموعات البيانات مجانًا لتعزيز سمعته في الدوائر الإجرامية.
تم القبض عليه في فرنسا في وقت سابق من هذا العام، ويواجه الآن تسليمه إلى الولايات المتحدة.
وفي حالة إدانته، قد يواجه ويست عقوبة تصل إلى 20 عاما في السجن بتهم تشمل الاحتيال الإلكتروني، واختراق أجهزة الكمبيوتر، والتآمر.
تعكس تكتيكات مكتب التحقيقات الفيدرالي التطور في إنفاذ جرائم التشفير
صرح آري ريدبورد، رئيس السياسات العالمي في شركة TRM Labs المتخصصة في الطب الشرعي لتقنية البلوك تشين،
يُظهر اعتقال إنتلبروكر مدى التقدم الذي أحرزته أجهزة إنفاذ القانون في مجال العملات المشفرة. استخدم مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) معاملة بيتكوين بقيمة 250 دولارًا أمريكيًا للمساعدة في تحديد هوية مخترق عمل في الخفاء لفترة طويلة والقبض عليه.
وأضاف ريدبورد أن هذه القضية توضح كيف يمكن حتى للمعاملات الصغيرة التي تتم عبر تقنية البلوك تشين أن تترك أثراً رقمياً دائماً.
"إن القدرة على تتبع حتى المدفوعات الصغيرة على سجل عام... منحت الوكلاء الخيط الذي يحتاجون إليه للمتابعة، وربط عناوين المحفظة، وحسابات البريد الإلكتروني، وهويات المستخدمين."
التكلفة الحقيقية لاختراق الثقافة
لا تتعلق هذه القضية بمخترق واحد فحسب، بل إنها تعكس النظام البيئي الأوسع الذي يسمح للجرائم الإلكترونية بالازدهار.
لقد تطورت منصات مثل BreachForums إلى أسواق رقمية للبيانات المسروقة، وما زالت السلطات تحاول اللحاق بالركب.
ورغم أن اعتقال ويست يعد إنجازا بارزا، فإن الشبكة التي كان جزءا منها تمتد إلى ما هو أبعد من مجرد فرد واحد.
هل ينبغي أن تظل الهوية المجهولة بمثابة درع في مواجهة الجرائم الإلكترونية؟
تطرح قضية IntelBroker سؤالاً صعباً: عندما يتم استخدام أدوات الخصوصية والعملات اللامركزية لتسهيل الضرر، أين يجب رسم الخط الفاصل بين الحقوق الرقمية والمساءلة الرقمية؟
إذا كانت معاملة يمكن تتبعها بقيمة 250 دولاراً أميركياً قادرة على إفشال عملية بقيمة مليون دولار، فقد يكون الوقت قد حان لإعادة التفكير في المدة التي يمكن أن تظل فيها إخفاء الهوية بمثابة دفاع ــ سواء بالنسبة للمذنبين أو الأبرياء.