اتصل الرئيس الصيني شي جين بينج للتو مع أنطونيو كوستا، رئيس الاتحاد الأوروبي، من أجل بناء علاقة بين الطرفين.
وتأتي هذه المكالمة الهاتفية قبل أيام قليلة من أداء دونالد ترامب اليمين الدستورية ليصبح الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة.
وفي المكالمة الهاتفية، ناقش شي إمكانية عقد قمة غير مسبوقة بين الاتحاد الأوروبي والصين للاحتفال بالذكرى الخمسين للشراكة بين الاتحاد الأوروبي والصين.
في حين أن التاريخ الدقيق للحدث لم يتم تأكيده بعد، إلا أن البعض تكهن بأن الاجتماع قد يقام في التاريخ المحدد الذي أقام فيه الطرفان علاقاتهما الدبلوماسية، وهو يوم 6 مايو 1975.
وناقش الرئيس الصيني أيضا سبل توسيع الانفتاح المتبادل، وتعزيز آليات التعاون القائمة من أجل خلق علاقة اقتصادية "تكافلية" قوية مع الاتحاد الأوروبي.
وقال كوستا للرئيس الصيني أيضا إن الاتحاد الأوروبي "على استعداد للعمل مع الصين لفتح مستقبل أكثر إشراقا للعلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين".
ما الذي يقلق الصين؟
وتأتي هذه المكالمة الهاتفية، وحتى الشراكة المحتملة بين الطرفين، بمثابة صدمة للعالم، نظرا لأن العلاقة بين الطرفين كانت دائما متوترة للغاية.
ولكن ما الذي دفع شي جين بينج على وجه التحديد إلى اتخاذ مثل هذا الإجراء الجذري؟ يعتقد كثيرون أن هذا القرار الذي اتخذه شي ربما يكون مدفوعا إلى حد ما بالرسوم الجمركية البالغة 60% على جميع السلع الصينية التي يعتزم دونالد ترامب فرضها عندما يعود إلى البيت الأبيض في وقت لاحق من هذا الشهر.
في حين أن قرار ترامب بفرض رسوم جمركية على الصين كان يهدف في البداية إلى ممارسة الضغط على اقتصاد الصين، إلا أنه لم يكن يعلم أنه بسبب الترابط بين اقتصاد الاتحاد الأوروبي والصين، فإن الرسوم الجمركية ستدفع الاتحاد الأوروبي أيضًا إلى فصل سلاسل التوريد الخاصة به عن الصين.
وخلال المكالمة، أكد الطرفان أيضًا على ضرورة ضمان تكافؤ الفرص وإعادة التوازن إلى الاختلالات التجارية والاقتصادية القائمة.
سنوات من العداوة
لكن العلاقات التجارية بين بروكسل وبكين تظل متوترة. فخلال عام 2024، تدهورت العلاقة بين الجانبين بعد سلسلة من النزاعات التجارية والاختلافات الجيوسياسية الخطيرة، وأهمها العلاقة الوثيقة بين الصين وروسيا منذ غزوها لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022.
كان التحقيق الذي أجراه الاتحاد الأوروبي في دعم الصين لقطاع السيارات الكهربائية والرسوم الجمركية اللاحقة لمكافحة الدعم المفروضة على استيراد السيارات الكهربائية الصينية حدثًا رئيسيًا آخر تسبب في إحداث خلل في العلاقة.
ونظرا للتاريخ المضطرب بين الصين والاتحاد الأوروبي، كان ترامب ليتوقع أن الاتحاد الأوروبي لن يفكر أبدا في إقامة علاقة عمل مع الصين. لكن الاتحاد الأوروبي يثبت خطأ ترامب بإصدار بيان إلى واشنطن مفاده أن الاتحاد على استعداد لإبقاء خياراته مفتوحة تجاه بكين.
وأعتقد أن الصين والاتحاد الأوروبي يلعبان أيضًا دورًا حاسمًا في الحفاظ على التوازن في العلاقة التكاملية والمفيدة للطرفين.