ينبغي على بنك الاحتياطي الفيدرالي أن يتعلم الدروس من السياسة النقدية للبيتكوين

بقلم أنتوني بومبليانو، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة بروفيشنال كابيتال مانجمنت؛ ترجمة: شاو جينس فاينانس

خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي، كما كان متوقعًا، أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس أمس. وعقد رئيسه باول مؤتمرًا صحفيًا بعد ذلك، مؤكدًا معلوماتٍ متداولة على الإنترنت منذ أشهر.

"على المدى القصير، مخاطر التضخم إيجابية، ومخاطر التوظيف سلبية."

بدا سلوك باول طوال المؤتمر الصحفي مُشعًّا بالإحباط. لم يبدُ متحمسًا لحضوره، ولا متحمسًا للتحديات التي واجهها.

"> أحد الأسباب الرئيسية لمأزق الاحتياطي الفيدرالي الحالي هو تحوله من نهج "الاعتماد على البيانات" الذي اتبعه في السنوات الماضية إلى توقعات اقتصادية قصيرة الأجل. فبدلًا من مجرد النظر إلى البيانات وإدارة السياسة النقدية بناءً على المقاييس الحالية، قرر الاحتياطي الفيدرالي اتباع أسلوب التنبؤ، متوقعًا أن تؤدي الرسوم الجمركية إلى ارتفاع التضخم. وكما نعلم الآن، وكما توقعتُ منذ البداية، فإن الرسوم الجمركية ليست تضخمية. لم يتحقق التضخم المرتفع الذي توقعه الاحتياطي الفيدرالي أبدًا. هذا يعني أن توقعاتهم كانت خاطئة، و كان موقف السياسة النقدية طويلة الأجل المتعلقة بأسعار الفائدة المرتفعة خاطئًا أيضًا. لكن الوضع داخل الاحتياطي الفيدرالي أكثر تعقيدًا مما يبدو. ينقسم محافظو الاحتياطي الفيدرالي بشدة حول مستوى أسعار الفائدة الحالي. أوضحت هيذر لونغ، كبيرة الاقتصاديين في البحرية الفيدرالية: "هذا أمرٌ جنوني. انظر إلى توقعات 19 مسؤولًا في الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة لبقية عام 2025. بمجرد النظر إلى رسم بياني واحد، يمكنك رؤية التوتر داخل الاحتياطي الفيدرالي. يريد أحد المحافظين رفع سعر الفائدة، ويقول ستة إن الاحتياطي الفيدرالي يجب أن يبقى ثابتًا، ويؤيد اثنان خفضًا إضافيًا واحدًا لسعر الفائدة، ويؤيد تسعة خفضين إضافيين، ويريد واحد (على الأرجح ستيفن ميلان، آخر من عينه ترامب) ما يعادل خمسة تخفيضات في أسعار الفائدة بحلول نهاية العام. من المرجح أن نحصل على خفضين إضافيين لسعر الفائدة. أحدهما في أكتوبر والآخر في ديسمبر. لكن يمكنك أن ترى الصعوبات القادمة..." فكّر في مدى جنون هذا الأمر. بالأمس، كان هناك من يدعو إلى رفع أسعار الفائدة، وآخرون يدعون إلى خمس تخفيضات بحلول نهاية العام. ليس فقط أن الناس منقسمون حول عدد تخفيضات الأسعار، بل إنهم لا يتفقون حتى على رفعها أو خفضها. وهذا يُبرز مشكلة السياسة النقدية التي يقودها البشر. لا يستطيع الأفراد إدارة تكلفة رأس المال بنجاح، لأنهم ليسوا بارعين في اتخاذ القرارات المعقدة. أضف إلى ذلك أننا نوكل إلى لجنة القيام بذلك، ويمكنك أن ترى لماذا الأمر أكثر صعوبة. من المؤكد أن الإدارة من قبل اللجنة تؤدي إلى قرارات سيئة. ولكن إذا لم يكن ذلك سيئًا بما فيه الكفاية، ألقِ نظرة على هذا الرسم البياني لأسعار الفائدة لعام 2020. لقد مررنا بجميع أنواع التغييرات. كيف يُفترض بالناس أن يخططوا لحياتهم؟ إذا انخفضت تكلفة رأس المال من 2% إلى 0% على مدار خمس أو ست سنوات، ثم ارتفعت إلى أكثر من 5%، ثم انخفضت مرة أخرى إلى 4%، فهذا حقًا... من الصعب البقاء على قيد الحياة في هذا العالم. هذا تقلب مجنون، وهو غير ضروري على الإطلاق. تم وضع السياسة النقدية لبيتكوين في عام 2009، ولم تحيد عن تلك السياسة الراسخة لأكثر من 15 عامًا. في رأيي، يمكن لمجلس الاحتياطي الفيدرالي أن يتعلم بعض الدروس من بيتكوين. وأخيرًا، تذكر خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في عام 1998، والذي غذى الارتفاع الهائل في أسهم التكنولوجيا خلال فقاعة دوت كوم. الوضع الحالي مشابه بشكل لافت للنظر. خفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة خلال طفرة في الابتكار المتعلق بالذكاء الاصطناعي. إذا خفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة عدة مرات هذا العام، كما أعلن أمس، فيجب أن نتوقع ارتفاعًا كبيرًا في سوق الأسهم. كان الاحتياطي الفيدرالي بطيئًا في التصرف. بالأمس، تراجع، وخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس فقط. ولكن في النهاية، بالنسبة للمستثمرين، هذا لا يهم. كل شيء في ارتفاع، لذا تمسك بأصولك واستمتع بالمكاسب.