شين تدرس العودة إلى الصين سعياً للحصول على الضوء الأخضر لطرحها العام الأولي في هونج كونج
اتخذت مساعي شركة شين عالية المخاطر للطرح العام منعطفًا جديدًا. أفادت بلومبرغ أن عملاق الأزياء السريعة يدرس نقل مقره الرئيسي من سنغافورة إلى الصين، سعيًا للحصول على موافقة بكين على طرح عام أولي في هونغ كونغ.
وذكرت المصادر التي استشهد بها التقرير أن شركة شين استشارت بالفعل مستشارين قانونيين بشأن إمكانية إنشاء شركة أم جديدة في البر الرئيسي الصيني.
ورغم أن المحادثات لا تزال أولية ولم يتم اتخاذ قرار نهائي بعد، فإن هذه الخطوة تسلط الضوء على مدى أهمية دعم بكين لطموحات الشركة في الإدراج.
تأتي إعادة الهيكلة المحتملة بعد تأخيرات مطولة في جهود شركة شين للإدراج في لندن. وكانت الشركة، التي تقدمت سرًا بطلب اكتتاب عام أولي في هونغ كونغ الشهر الماضي، وفقًا لصحيفة فاينانشال تايمز، قد سعت لإتمام أول طرح عام لها في لندن قبل أكثر من عام، لكنها واجهت عقبات تنظيمية.
تأسست شركة Shein في نانجينغ عام 2008، ونمت لتصبح قوة عالمية في مجال التجارة الإلكترونية ونقلت مقرها الرئيسي إلى سنغافورة في عام 2019، وانتقلت رسميًا في عام 2021.
ورغم حضورها الدولي، فإن جزءاً كبيراً من سلسلة التوريد الخاصة بشركة شين لا يزال متجذراً بعمق في الصين، مما يجعل التوافق التنظيمي مع بكين محورياً لاستراتيجية الطرح العام الأولي الخاصة بها.
كان يُنظر إلى إدراج شركة شين في بورصة لندن في السابق على أنه وسيلة لتعزيز مصداقيتها العالمية والاستفادة من مصادر عميقة للاستثمار الغربي.
لكن الشركة واجهت معارضة متزايدة في أسواق رئيسية. ففي الولايات المتحدة، أحبطت مزاعم العمل القسري في سلسلة التوريد محاولات طرحها للاكتتاب العام، في حين أضاف إلغاء الرئيس دونالد ترامب مؤخرًا إعفاءً جمركيًا على الواردات الصغيرة من الصين تحديات جديدة.
وتدرس دول غربية أخرى فرض قيود تجارية مماثلة، وهو ما يزيد من الرياح المعاكسة التي تواجهها شركة شين في الخارج.
ويشير المحللون الآن إلى أن هونج كونج، نظرا لارتباطها التنظيمي والجغرافي الوثيق مع الصين، قد تكون الوجهة الأكثر عملية لظهور الشركة لأول مرة في السوق.
ومع ذلك، فإن مداولات شركة شين بشأن تحويل إطار عملها المؤسسي تسلط الضوء على عملية الموازنة المعقدة التي يتعين عليها اجتيازها ــ إدارة التدقيق في الخارج مع تأمين الموافقة في الداخل ــ لتحقيق الطرح العام الأولي الذي طال انتظاره.