كوريا الجنوبية أكد محافظ البنك المركزي الصيني يوم الخميس أن تخفيف السياسة النقدية سيتطلب اتباع نهج مرن هذا العام بسبب حالة عدم اليقين السياسي والاقتصادي الكبيرة.
وقال محافظ بنك كوريا المركزي ري تشانج يونج في خطابه بمناسبة العام الجديد: "إن الظروف المحيطة باقتصادنا هذا العام ستكون أكثر تحديًا من أي وقت مضى".
وشدد ري على ضرورة إدارة السياسة النقدية بمرونة وسرعة في التحرك، نظرا لمستوى عدم اليقين غير المسبوق في المشهد السياسي والاقتصادي.
وأشار إلى أن وتيرة خفض أسعار الفائدة في المستقبل سيتم تعديلها بشكل مرن، مع الأخذ في الاعتبار التناقضات المتزايدة بين النمو والتضخم واستقرار الصرف الأجنبي ومستويات ديون الأسر.
في اجتماعه السياسي الأخير لعام 2024، نفذ بنك كوريا تخفيضات متتالية في أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ عام 2009، وهو ما يعكس المخاوف بشأن المخاطر التجارية الناجمة عن الإدارة الأميركية القادمة بقيادة الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
وسلط ري الضوء على المخاطر المتزايدة التي تهدد توقعات البنك المركزي بنمو اقتصادي قدره 1.9% لهذا العام، مشيرا إلى حالة عدم اليقين بشأن السياسات التجارية الأمريكية والتطورات السياسية المحلية.
وفيما يتعلق بالوون الكوري الجنوبي، الذي ضعفت قيمته بأكثر من 12% في عام 2024، مسجلاً أسوأ أداء سنوي له منذ عام 2008، حذر ري من أن تقلبات سعر الصرف قد تستمر لفترة طويلة.
تخفيف مونتاري ليس الحل السحري
وكثيراً ما كان ري يتبنى نهجاً أكثر حذراً عندما يتعلق الأمر بالسياسة النقدية، معتقداً أنه على الرغم من أنه يتعين عليه دائماً وضع المسار العام للاقتصاد في المقام الأول، إلا أنه يتعين عليه أيضاً أن يأخذ في الاعتبار مدى السياسة مع مجموعة متنوعة من العوامل الاجتماعية الأخرى.
وقد انتقد ري في مناسبات عديدة معهد كوريا للتنمية (KDI) - وهو مؤسسة فكرية تديرها الدولة والتي قادت حملة سياسة التيسير النقدي - بسبب افتقاره إلى الاعتبار للاستقرار المالي الطويل الأجل للبلاد.
في حين أن معهد كوريا للتنمية يدعو في كثير من الأحيان إلى خفض سريع لأسعار الفائدة للمساعدة في تعزيز الاستهلاك المحلي، بما في ذلك الاستثمار المؤسسي والإنفاق في قطاع التجزئة، إلا أن ري انتقد في كثير من الأحيان هذا النهج باعتباره غير مدروس ويشكل خطرا على الاستقرار المالي للبلاد.
وبدلاً من ذلك، دعا في كثير من الأحيان إلى اتباع نهج مختلف وأوسع نطاقاً للتعامل مع التراكم السريع للديون لدى الأسر والشركات الصغيرة، والتي ظلت لفترة طويلة دون معالجة أو حل.
وقال ري إنه إذا تم خفض أسعار الفائدة دون اتخاذ تدابير إصلاحية هيكلية، فإن سنوات من نمو الديون المتعثرة كانت لتستمر في الارتفاع. وأضاف ري أنه يوجه السياسة النقدية بوتيرة مناسبة، مع الأخذ في الاعتبار السياسات المالية وغيرها من السياسات الحكومية.