المصدر: جينشي داتا
لن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في اجتماع السياسة الأسبوع المقبل، ولكن إذا تحققت المخاوف المتزايدة بشأن الركود الناجم عن الحرب التجارية، فقد يبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي سلسلة من التخفيضات السريعة في أسعار الفائدة في يونيو.
على الأقل هذا هو الرهان في سوق العقود الآجلة. وتتوقع عقود يونيو/حزيران ويوليو/تموز وأكتوبر/تشرين الأول المرتبطة بسعر الفائدة الذي يتبناه بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بشكل متزايد خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس بعد خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب في نهاية الأسبوع حول "فترة انتقالية" للاقتصاد. وهبطت الأسهم الأميركية وعوائد سندات الخزانة أيضا يوم الاثنين وسط مخاوف من أن تعليقات ترامب تشير إلى ركود وشيك. قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يوم الجمعة إن البنك ليس في عجلة من أمره لخفض أسعار الفائدة لأن سوق العمل لا يزال قويا، والتضخم يسير على مسار وعر نحو هدفه البالغ 2٪، وهناك حالة من عدم اليقين الكبير بشأن تأثير سياسات ترامب التجارية والمالية والهجرة والتنظيمية. ويقول خبراء الاقتصاد إن هذه السياسات من المرجح أن تؤدي إلى ارتفاع الأسعار وتباطؤ الاقتصاد، على الأقل في الأمد القريب. خفض خبراء الاقتصاد في جولدمان ساكس يوم الاثنين توقعاتهم لنمو الاقتصاد الأميركي إلى 1.7% ورفعوا توقعاتهم للتضخم. وقد يضطر هذا الوضع بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى اتخاذ خيار صعب بين الإبقاء على أسعار الفائدة عند نطاقها الحالي الذي يتراوح بين 4.25% و4.50%، وبالتالي الحفاظ على الضغوط على التضخم، أو خفض أسعار الفائدة لتخفيف التدهور في سوق العمل. وبينما تراهن الأسواق على الخيار الأخير، يعتقد بعض خبراء الاقتصاد أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يبطئ وتيرة خفض أسعار الفائدة لمنع الزيادات في الأسعار الناجمة عن الرسوم الجمركية من تحفيز توقعات التضخم بين الأسر والشركات، لأن مثل هذا التحفيز قد يزيد من احتمالات ارتفاع التضخم الفعلي بشكل مستمر. وكتب تيم دوي، كبير خبراء الاقتصاد الأميركي في شركة إس جي إتش ماكرو أدفايزرز، في مذكرة: "على الرغم من المظهر الهادئ لبنك الاحتياطي الفيدرالي، فإن (صناع السياسات) يشعرون بقلق متزايد من أنه إذا بدأت أسواق العمل أو الأسواق المالية في التعثر قبل أن يتمكن بنك الاحتياطي الفيدرالي من تقييم التأثير التضخمي للرسوم الجمركية وجميع سياسات ترامب، فإن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيواجه مخاطر متزايدة على كل من التضخم والتوظيف، فضلاً عن مشكلة مقاومة الضغوط من ترامب لخفض أسعار الفائدة". وأبقى بنك الاحتياطي الفيدرالي على سعر الفائدة دون تغيير هذا العام بعد خفضه بنقطة مئوية كاملة في عام 2024. وسيكون أمام صناع السياسات المزيد من البيانات التي يتعين عليهم دراستها هذا الأسبوع، مع صدور تقرير عن الوظائف الشاغرة يوم الثلاثاء ومؤشر أسعار المستهلك لشهر فبراير يوم الأربعاء. نيويورك ــ قال تقرير أصدره بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك يوم الاثنين إنه على الرغم من أن توقعات الأميركيين بشأن المسار المستقبلي للتضخم لم تتغير كثيرا، فإن مخاوفهم بشأن التوقعات الاقتصادية زادت في فبراير/شباط. وبحسب أحدث مسح لتوقعات المستهلكين الذي أجراه البنك، من المتوقع أن يبلغ معدل التضخم 3.1% في عام واحد، بارتفاع طفيف عن 3% في يناير/كانون الثاني، في حين أن توقعات معدل التضخم لثلاث وخمس سنوات هي نفسها كما في يناير/كانون الثاني، وكلاهما عند 3%. يريد بنك الاحتياطي الفيدرالي خفض معدل التضخم إلى 2%. يتناقض التوقعات الهادئة نسبيا التي يتبناها بنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن التضخم مع التوقعات بارتفاع أسعار المواد الغذائية والإيجارات والبنزين ونفقات الكلية والرعاية الطبية بشكل أسرع، مع توقع ارتفاع أسعار المساكن بنسبة 3.3% أيضا. وتزايدت أيضًا حالة عدم اليقين بشأن آفاق التضخم. وتتناقض بيانات بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى حد ما مع التقارير الأخيرة الأخرى التي أظهرت زيادة كبيرة في التوقعات بشأن زيادات الأسعار في المستقبل. وأشار تقرير بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك إلى أنه "في فبراير/شباط، أعربت الأسر عن المزيد من التشاؤم بشأن وضعها المالي على مدى العام المقبل، مع تدهور التوقعات بشأن البطالة ومعدلات التخلف عن السداد وتوافر الائتمان بشكل كبير"، حتى مع رفع المشاركين لتوقعاتهم بشأن الإنفاق. ووجد الاستطلاع أنه في حين أن تقييم الأسر لوضعها المالي الحالي لم يتغير إلا قليلاً، فإن توقعاتها للعام المقبل "تدهورت بشكل كبير"، حيث توقعت أعلى نسبة من الأسر أن يكون الوضع أسوأ منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023. يعتقد خبراء الاقتصاد عموما أن استمرار سياسات ترامب قد يؤدي إلى ارتفاع التضخم أكثر من المستويات التي يعتقد مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي بالفعل أنها مرتفعة للغاية، في حين قد يؤدي ذلك إلى كبح النمو الاقتصادي ودفع البطالة إلى الارتفاع في المستقبل. وأظهر استطلاع للرأي أجرته وكالة رويترز أن المخاوف من الركود تتزايد في مختلف أنحاء أميركا الشمالية. ويشكل هذا الاحتمال معضلة كبرى بالنسبة لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، لأنه اعتبارا من شهر ديسمبر/كانون الأول كان البنك المركزي يتوقع خفض هدف أسعار الفائدة بشكل أكبر هذا العام. والآن قد يواجه مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي بيئة من التضخم المتزايد والاقتصاد الضعيف، وكلاهما قد يتعارضان مع خياراتهم بشأن أسعار الفائدة.