تبدأ هذه القضية بحكم جنائي صادر عن محكمة في شنغهاي، يتعلق بسلوك موظفين في صناعة الألعاب التقليدية استغلوا صلاحياتهم الوظيفية لتعديل بيانات النظام الخلفي وإعادة بيع العملة داخل اللعبة لتحقيق الربح. ورغم أن العملة داخل اللعبة والعملات المشفرة لا تندرجان ضمن الفئة نفسها، إلا أنه في ظل النقص الحالي في التوجيهات التشريعية الواضحة والمعايير الراسخة للحكم على جرائم Web3 والأصول الافتراضية والعملات المشفرة في النظام القضائي، غالبًا ما يستخدم المحققون قضايا الملكية الافتراضية في صناعة الألعاب كمثال لاستنتاج السمات القانونية لقضايا Web3 الجنائية، وطبيعة ملكية الأصول الافتراضية، وكيفية توصيف هذه الأفعال. لذلك، عند التعامل مع القضايا الجنائية المتعلقة بالأصول المشفرة، تكمن أهمية دراسة المحامين لقضايا صناعة الألعاب التقليدية في فهم أفضل لعمليات التفكير وأساليب الحكم لدى المحققين في التعامل مع قضايا الأصول الافتراضية. وهذا يتيح اتباع نهج أكثر دقة في استراتيجيات التقاضي ويحسن فعالية التواصل. مقدمة عن القضية: تعمل شركة Huanle Interactive Entertainment Co., Ltd. بشكل رئيسي في تطوير وتوزيع وتشغيل الألعاب الإلكترونية. تتعاون الشركة مع العديد من منصات الألعاب لتشغيل لعبتها الإلكترونية "أركيد الممالك الثلاث". يشتري لاعبو "أركيد الممالك الثلاث" عملة "يوانباو" داخل اللعبة من شركة هوانلي للترفيه التفاعلي عن طريق شحن حساباتهم. تُستخدم هذه العملة لترقية معدات اللعبة وخصائص الشخصيات. شين، الذي يعمل في شركة هوانلي للترفيه التفاعلي كمخطط عمليات ألعاب، أساء استخدام سلطته الإدارية في عمليات اللعبة دون إذن، فقام بتعديل بيانات النظام، مضيفًا عملة "يوانباو" إلى حسابات اللاعبين، وجمع ما يزيد عن 150 ألف يوان. إجراءات المحاكمة: اتهمت النيابة العامة في منطقة بودونغ الجديدة بشنغهاي شين بجريمة إتلاف نظام معلومات حاسوبي، وهي جريمة ذات عواقب وخيمة، وكان من المفترض أن يُحكم عليه بالسجن لأكثر من خمس سنوات. إلا أن المحكمة الابتدائية رفضت التهمة، وأدانته بدلاً من ذلك بالحصول على بيانات من نظام معلومات حاسوبي بطريقة غير قانونية، وحكمت عليه بالسجن ثلاث سنوات. استأنف الفرع الأول من النيابة العامة الشعبية لبلدية شنغهاي الحكم، مدعيًا أن شين مذنب بالاختلاس. وفي نهاية المطاف، حكمت محكمة شنغهاي الشعبية المتوسطة الأولى على شين بالسجن ثلاث سنوات بتهمة الاختلاس [(2020)沪01刑终519号]. تحليل المحامي شاو: وقائع هذه القضية ليست معقدة، ولكن نظرًا لأنها تتعلق بـ"عملة الألعاب"، وهي عملة افتراضية، فقد أدى ذلك إلى نزاع حول تطبيق الجريمة. تدور محاكمة القضايا الجنائية بشكل أساسي حول مسألتين: الأولى هي طبيعة الجريمة، أي ما هي الجريمة التي ارتكبها الجاني، والثانية هي الحكم، أي تحديد المبلغ المتورط في القضية والحكم على الجاني وفقًا لذلك بناءً على المبلغ المتورط والظروف الأخرى. في هذه القضية، تتمثل المسألة التي يتعين حلها في ما إذا كانت العملة الافتراضية تُعتبر ملكية بموجب القانون الجنائي، وكيفية تحديد قيمة/كمية العملة الافتراضية المتورطة. ما هي الجريمة التي تشكلها أفعال الموظف؟ يتمحور النزاع في حكمي المحكمة الابتدائية والاستئنافية في هذه القضية حول ما إذا كانت تصرفات الموظف تُعدّ اختلاسًا أم جريمة الحصول غير المشروع على بيانات من نظام معلومات حاسوبي. ويكمن الفرق الجوهري بين الجريمتين في المسألة نفسها: هل يمكن اعتبار العملة الافتراضية (عملة اللعبة) "ممتلكات" بالمعنى القانوني؟ فقط عند التأكد من أن عملة اللعبة تحمل خصائص الملكية، يُمكن اعتبار فعل الموظف المتمثل في استخدام سلطته لإضافة عملة اللعبة وإعادة بيعها ضمن إطار تقييم الاختلاس. وقد رأت المحكمة الابتدائية أن عملة اللعبة في هذه القضية موجودة في الفضاء الافتراضي للعبة "Arcade Three Kingdoms"، وأنها مجرد سجل كهرومغناطيسي ضمن برنامج اللعبة؛ وبالتالي، فإن جوهرها ينتمي إلى بيانات نظام المعلومات الحاسوبي. إلا أن محكمة الاستئناف رفضت هذا الرأي، بحجة أن عملة اللعبة تُعدّ ملكية في جرائم الملكية، وذلك للأسباب التالية: استنادًا إلى أحكام القانون المدني، أكدت المحكمة مفهوم عملة اللعبة كملكية افتراضية على الإنترنت، معتبرةً أن الملكية في القانون الجنائي لا تقتصر على الأشياء المادية، بل تشمل أيضًا الأشياء غير المادية وحقوق الملكية. كما جادلت المحكمة بأن عملة اللعبة تمتلك قيمة اقتصادية وعملية؛ إذ يحتاج مطورو اللعبة إلى استثمار موارد بشرية ومادية في تطويرها وتشغيلها، ويحتاج اللاعبون إلى دفع ثمن لشرائها، وهو أمر لا يختلف عن السلع العادية. ويحصل اللاعبون على خدمات اللعبة التي يقدمها المطورون من خلال شراء عملة اللعبة، مما يُلبي احتياجاتهم الروحية. وعلى الرغم من إمكانية قيام المطورين بنسخ عملة اللعبة باستمرار عن طريق تعديل الشفرة البرمجية، إلا أن كل عملة لعبة موجودة بشكل مستقل. ويمكن للجاني حرمان الآخرين من حيازتها وإنشاء علاقة حيازة جديدة، وبالتالي استيفاء الشروط اللازمة لإثبات جريمة الملكية. إذا اعتُبرت عملة اللعبة التي يتحكم بها اللاعب ملكية، بينما نُفيَت صفة الملكية عن عملة اللعبة التي يتحكم بها المشغل، فسيؤدي ذلك إلى تقييمات مختلفة للخصائص القانونية للعنصر نفسه، مما يُقوّض توحيد مفهوم الملكية. مع ذلك، في قضية نظرتها محكمة تيانخه في قوانغتشو عام 2023 [(2023)粤0106刑初748号]، قدمت المحكمة رأيًا مختلفًا تمامًا عن رأي محكمة شنغهاي المذكورة آنفًا: فبينما أكدت على صفة الملكية لعملة اللعبة باعتبارها ملكية افتراضية، شددت كذلك على أن امتلاك خصائص الملكية لا يُعادل استيفاء تعريف "الملكية العامة أو الخاصة" في القانون الجنائي. **الوقائع الأساسية:** استغل تشن ثغرة في برنامج إحدى الشركات، وحصل بشكل غير قانوني على عملة افتراضية تُسمى "يوانباو" من لعبة مجانًا، ثم عرض خدمات شحن مدفوعة للاعبين آخرين. في هذه القضية، كان تحديد ما إذا كانت عملة اللعبة تُعتبر ملكية بموجب القانون الجنائي هو الفيصل في تحديد ما إذا كانت أفعال تشين تُشكل سرقة أم جريمة الحصول غير المشروع على بيانات نظام معلومات حاسوبية. **رأي المحكمة:** على الرغم من أن لعملة اللعبة قيمة استخدام وتبادل داخل بيئة اللعبة، إلا أن قيمتها تُحدد من قِبل الجهة المُصدرة لها، وليس من خلال معاملات السوق، ولا يُمكن استخدامها كوسيلة تبادل تقليدية في الأنشطة الاقتصادية السوقية. علاوة على ذلك، رأت المحكمة، استنادًا إلى خصائص بيانات عملة اللعبة، أنها غير قابلة للتلف بطبيعتها ولا يُمكن فقدانها، ويُمكن إنتاجها بكميات كبيرة وتجديدها. بعد أن يسرق الجاني عملة اللعبة من مُشغل اللعبة، فإنها تبقى على خادم المُشغل. لم يفقد مُشغل اللعبة حيازة عملة اللعبة، ويُمكنه استرداد خسائره بالكامل من خلال حظر الحسابات، واستعادة البيانات، وغيرها من التدابير الذاتية. لذلك، يختلف السلوك المذكور عن السرقة العادية. وبناءً على ذلك، وُصفت أفعال تشين بأنها جريمة الحصول غير المشروع على بيانات نظام معلومات حاسوبية.
ملخص
كما يتضح من الحكمين أعلاه، فإن المناطق المختلفة والمحاكم المختلفة لديها فهم قضائي متناقض تمامًا بشأن مسألة ما إذا كانت العملة الافتراضية في فئة عملة الألعاب تنتمي بالضرورة إلى الملكية العامة أو الخاصة بمعنى القانون الجنائي.
يؤكد منطق محكمة شنغهاي على السمات العملية لـ "اللاعبين الذين يدفعون للشراء - العملة الافتراضية لها مقابل - يمكن التحكم فيها بشكل حصري - لها قيمة اقتصادية"، وبالتالي يشملها في نظام الملكية الجنائية؛ بينما تُركز قضية غوانزو على الخصائص التقنية لـ "إمكانية نسخها بلا حدود - وعدم اعتمادها على العرض والطلب في السوق لتحديد الأسعار - وإمكانية قيام المشغلين بالتحايل على أنفسهم"، وتعتقد أنه على الرغم من كونها ملكية افتراضية، إلا أنها لا تُعادل بالضرورة الملكية بالمعنى المقصود في القانون الجنائي.