وتؤكد الصين مرة أخرى أنها رائدة في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، من خلال مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع عبر الإنترنت.
في الفيديو، ظهر روبوتٌ شبيهٌ بالإنسان، يرتدي سترات شرطة صفراء نيون، وهو يجوب شوارع شنتشن، الصين. أجل، لقد سمعتم ذلك صحيحًا. هذه روبوتاتٌ بشرية، ولم يعد الذكاء الاصطناعي اليوم يقتصر على منصة روبوتات الدردشة المكتبية، بل اتخذ شكلنا نحن البشر.
نشرت السلطات الصينية هذه الروبوتات الشرطية أواخر عام ٢٠٢٤ للعمل جنبًا إلى جنب مع ضباط بشريين. صُممت هذه الروبوتات الشرطية للتحدث مع المجرمين، وقبول الأوامر الصوتية، وحتى تنفيذ إيماءات شخصية مثل المصافحة.
الاسم الرمزي: PM01
سُمّي الروبوت PM01، ويبلغ طول كل روبوت 1.38 مترًا، أي ما يعادل تقريبًا حجم طفل في المرحلة الابتدائية، ويزن 40 كجم. طوّرت شركة Engine AI الناشئة، ومقرها شنتشن، هذه الروبوتات البشرية، ويبلغ سعر الوحدة الواحدة حوالي 88,000 يوان (16,000 دولار سنغافوري).
إلى جانب تشابهه اللافت مع الرجل الحديدي، أثار PM01 إعجاب الكثيرين بقدرته المتطورة على الحركة. يُروّج له كواحد من أكثر الروبوتات البشرية رشاقةً في السوق، فهو يتحرك بسلاسة، ويمشي بسهولة، بل ويستطيع حتى القيام بشقلبة أمامية.
الروبوتات مُجهزة بتقنيات متطورة تُمكّنها من قياس المسافات، والتنقل في محيطها، ومعالجة الأوامر الصوتية. هذا يُمكّنها من مساعدة الضباط البشريين باتباع التوجيهات ودعم مهام الدوريات.
جذبت هذه الروبوتات البشرية العديد من المتفرجين الفضوليين الذين كانوا متحمسين للتفاعل معها وإلقاء نظرة فاحصة عليها. نشر أحد المتفرجين مقطع فيديو لتفاعله مع الروبوت البشري على حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، وكتب:
"شرطة بشرية وشرطة روبوتية على شكل إنسان (Shenzhen ENGINEAI PM01)."
أظهر مقطع فيديو آخر تدريبًا خارجيًا للروبوتات، مما زاد من دهشة المشاهدين على الإنترنت. إن الأداء المتطور لهذه الروبوتات المدعومة بالذكاء الاصطناعي يُثير انتباه العالم ويُلهمه بآفاق الروبوتات البشرية في الأعمال اليومية.
الروبوتات البشرية تثير ردود فعل فكاهية على الإنترنت
مع شيوع الفيديوهات، اتسمت ردود الفعل على الإنترنت بالفكاهة الممزوجة بالتوقعات. قارن أحد المستخدمين هذه الروبوتات ببطل فيلم "تشابي"، وهو فيلم يتناول حياة ضابط شرطة آلي.
بينما وصفها آخرون بنهاية حقبة. وسرق آخرون شعار "خدمة ثقة الجمهور، حماية الأبرياء، تطبيق القانون" من فيلم روبوكوب، مصورين التقاء تلميحات الثقافة الشعبية والذكاء الاصطناعي في الخطاب المعاصر.
ويشير بعض المعلقين على الإنترنت أيضًا إلى الموقف بشكل فكاهي في سلسلة أفلام Transformers، حيث يطلقون على الروبوتات البشرية اسم الرئيس أوبتيموس، مما يشير إلى أن عصر إنفاذ القانون بواسطة الروبوتات ربما يكون قادمًا إلينا.
لكن من بين كل التعليقات التي ظهرت، هناك تعليق واحد لفت الانتباه أكثر. كتب المعلق: "هذه أوقات عصيبة".
روبوت في تيانجين يخرج عن السيطرة ويثير مخاوف بشأن سلامته
في حين أن بعض مستخدمي الإنترنت مفتونون بهذه القفزة التكنولوجية، لا يزال آخرون متشككين في فعالية ضباط الروبوتات مقارنةً بنظرائهم من البشر. كما أُثيرت مخاوف بشأن استبدال الأتمتة بالوظائف البشرية، حيث وصف البعض احتمالية مستقبلٍ تسيطر عليه الروبوتات بأنه "مخيف".
عززت تقارير عن تعطل روبوتات الذكاء الاصطناعي واصطدامها بالمشاة هذه المخاوف. في التاسع من فبراير، وخلال فعالية عامة رفيعة المستوى في تيانجين، تعرض أحد الروبوتات لخلل فني.
شنّ الروبوت، الذي كان يرتدي سترة ملونة، هجومًا مفاجئًا على الحشد، ما أثار ذعرهم قبل أن يتدخل الأمن. وسُجّل الحادث فورًا ونُشر على الإنترنت، مما أثار تساؤلات حول مدى أمان استخدام هذه الروبوتات الذكية في الأماكن العامة.
رغم جهود المنظمين الحثيثة لتهدئة مخاوف الجمهور ووصف الحادث بأنه "عطل آلي"، إلا أن الضرر كان قد وقع بالفعل. كما وعد المنظمون باتخاذ إجراءات أكثر صرامة لتجنب مثل هذه المشاكل مستقبلًا.
ومع ذلك، أثار الحادث جدلاً جديداً حول موثوقية تقنيات الذكاء الاصطناعي في توفير السلامة العامة. كما بدأ الأفراد يطرحون تساؤلات حول مدى الثقة بالروبوتات، خاصةً عندما يُؤدي عطلها إلى تهديدات غير متوقعة.