الأمريكيون متشائمون بشأن سياسات ترامب الاقتصادية
استطلاع رأي حديث أجرته شبكة CNN بواسطة SSRS يكشف عن الشكوك المتزايدة حولالسياسات الاقتصادية للرئيس دونالد ترامب وأشار 57% من المشاركين إلى أن قراراته خلقت بيئة اقتصادية غير مستقرة، مشيرين إلى التوترات التجارية العالمية كعامل رئيسي.
الاستطلاع ووجدت الدراسة أيضًا أن 51% من الأميركيين يعتقدون أن الاقتصاد سوف يتدهور خلال العام المقبل، ارتفاعًا من 44% في يناير.
وعلاوة على ذلك، رأى 55% من المشاركين أن تخفيضات ترامب للبرامج الفيدرالية من شأنها أن تضر بالاقتصاد.
وأعرب كثيرون أيضا عن قلقهم إزاء ارتفاع أسعار المستهلك، حيث يعتقد معظمهم أن سياساته قد تؤدي إلى تفاقم التضخم بدلا من تخفيفه.
في الأسابيع الأخيرة، فرض ترامب رسوما جمركية كبيرة، بما في ذلك 25% على الواردات المكسيكية والكندية و10% على السلع الصينية، إلى جانب تخفيضات ضريبية، وتقليص الإنفاق الحكومي، وإلغاء القيود التنظيمية.
وقد أدت هذه السياسات إلى خلق حالة من عدم اليقين في السوق، مما أدى إلى انخفاضات حادة في أسواق الأسهم التقليدية والعملات المشفرة.
ويسلط عدم الاستقرار المتزايد في الأسواق الضوء على المخاوف المتزايدة بشأن التأثير الطويل الأمد للاستراتيجية الاقتصادية للرئيس.
تزايد المخاوف بشأن الركود التضخمي والركود المحتمل
السياسات الاقتصادية للرئيس ترامب وقد أثارت هذه التطورات مخاوف متزايدة بشأن احتمال حدوث ركود اقتصادي هذا العام.
وتشير العديد من المؤشرات، بما في ذلك ارتفاع معدل البطالة في فبراير/شباط، إلى تباطؤ النشاط الاقتصادي بعد رئاسته.
وأظهر تقرير مؤشر أسعار المستهلك لشهر فبراير ارتفاع التضخم بنسبة 2.8% على أساس سنوي، وهو أقل قليلا من 3.0% في يناير.
ورغم تباطؤ التضخم، فإن التساؤلات بشأن احتمال حدوث ركود لا تزال قائمة، لأن مثل هذه الانكماشات عادة ما تنطوي على انخفاض حاد ومطول في النشاط الاقتصادي.
أشار أليكس جاكيز، رئيس قسم السياسات والمناصرة في "غراوند وورك كوليكتيف"، إلى أن الاقتصاد يعتمد على استثمارات الأعمال والتوظيف والإنفاق الاستهلاكي. وحذّر من أن الإنفاق الاستهلاكي قد ينخفض إذا خشي الناس فقدان وظائفهم أو تسريح المزيد من العمال.
وقد انعكس هذا الشعور في استطلاع رأي أجرته شبكة CNN مؤخراً، حيث أفاد 71% من المشاركين أنهم غيروا اختياراتهم في البقالة للبقاء ضمن الميزانية، كما أفاد 67% أنهم قلصوا الإنفاق التقديري مثل الترفيه.
توقع بنك جي بي مورجان تشيس أن تكون هناك فرصة بنسبة 40% لحدوث ركود اقتصادي إذا استمر ترامب في سياساته الاقتصادية "المتطرفة".
كما رفع بنك جولدمان ساكس احتمالات الركود، حيث زاد توقعاته من 15% إلى 20% بسبب عوامل مثل تباطؤ سوق الإسكان،التعريفات الجمركية، وخفض الإنفاق الحكومي.
حذر الخبير الاقتصادي جاستن وولفيرز من أن نهج ترامب السياسي الفوضوي قد يؤدي إلى الركود.
علاوة على ذلك، يضع سوق التنبؤات Polymarket حاليًا فرصة بنسبة 39% لحدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة في عام 2025، وهو ما يسلط الضوء بشكل أكبر على المخاوف المتزايدة بشأن التوقعات الاقتصادية.
شهد شهر فبراير انخفاضًا حادًا في ثقة المستهلك
شهدت ثقة المستهلك انخفاضا حادا في فبراير/شباط، حيث هبطت إلى أدنى مستوى لها في ثلاث سنوات ونصف، من 105.3 في يناير/كانون الثاني إلى 98.3.
يعكس هذا الانخفاض القلق المتزايد بين الأميركيين بشأن تدهور الظروف الاقتصادية، مع تزايد المخاوف بشأن التضخم على مدى 12 شهرا.
وعزا كريستوفر روبكي، كبير الاقتصاديين في شركة FWDBONDS، انخفاض الثقة إلى النظرة المتشائمة بشكل متزايد بين المستهلكين.
وأشار روبكي إلى أنكانت إدارة ترامب أول من هدد بتسريح أعداد كبيرة من الموظفين الفيدراليين مما يزيد من حالة عدم اليقين.
وحذر أيضا من أن هذه السياسات قد تؤدي إلى تباطؤ اقتصادي في وقت مبكر من الربع الأول من هذا العام.