هل مؤسسو العملات البديلة يبيعون العملات البديلة ويستثمرون في البيتكوين؟

المؤلف: أنتوني بومبليانو، خبير شهير في مجال العملات المشفرة؛ الترجمة: جولدن فاينانس شياوزو

بعد قرابة عقد من العمل في مجال البيتكوين والعملات المشفرة، قد تظن أنك شاهدت كل ما يمكن أن يحدث، ولكن بين الحين والآخر، تظهر مواقف جديدة تُذهل عقلك. هذا ما شعرت به تمامًا بالأمس عندما شاهدت فيديو حديثًا لمؤسس كاردانو، تشارلز هوسكينسون، وهو يتحدث.

ألقى هوسكينسون خطابًا ذا صلة حول بيع العملات البديلة في خزينة كاردانو وشراء بيتكوين. هذا الفيديو مُثيرٌ للاهتمام لثلاثة أسباب. أولًا، يُقرّ هوسكينسون بأن عملته البديلة لا تُنافس بيتكوين على المدى الطويل. الطريقة الوحيدة لخلق قيمة اقتصادية طويلة الأجل هي بيع أصولها وشراء بيتكوين. يبدو أن هذا يُشير إلى أن مؤسسي العملات البديلة أدركوا أن بيتكوين لن تختفي أبدًا. ثانيًا، يبدو أن هوسكينسون يُدرك أن شركات بيتكوين للخزانة تُطلق هجومًا مضاربيًا على بيتكوين. تشتري هذه الشركات بيتكوين عن طريق بيع الأسهم، ما يسمح لمؤسسات العملات البديلة ببيعها مقابل بيتكوين. أصبحت نظرية "الهجوم المضاربي"، التي روّج لها بيير روشارد عام ٢٠١٤، من أهم الأفكار التي دفعت باتجاه تبني بيتكوين في السنوات الأخيرة. النقطة الثالثة ربما تكون الأكثر إثارة للاهتمام - فقد أصبح الأداء المتفوق لشركات خزينة بيتكوين مذهلاً لدرجة يصعب تجاهلها. لنأخذ ميتابلانيت على سبيل المثال. فقد أنشأ سيمون جيروفيتش وديلان ليكلير وفريقهما أحد أفضل الأسهم أداءً في العالم. وقد زادت الشركة من حيازاتها في الميزانية العمومية من صفر إلى ١٠,٠٠٠ بيتكوين في ما يزيد قليلاً عن عام. هذه السرعة في التطور مذهلة. تخيل أنك تمتلك الآن عملات بديلة بمئات الملايين من الدولارات، لكنك تشاهدها تواصل انخفاض قيمتها أمام بيتكوين. ستبدأ تلقائيًا بالتفكير: بيع العملات البديلة والتحول إلى بيتكوين قد يُحقق ارتفاعًا في قيمة الأصول. هذا لا يختلف عن بيع الدولار الأمريكي أو أسهم الشركات العامة التي تنخفض قيمتها. نشهد هذا الهجوم المضاربي الذي يتسلل إلى كل ركن من أركان العالم المالي.

الجميع متلهف للحصول على بيتكوين، ومستعد لبيع أي أصل مقابل المزيد من بيتكوين. لقد كانت هذه دائمًا الحجة الأساسية لمؤمني البيتكوين - أن الأموال الصعبة سوف تمتص رأس المال في نهاية المطاف مثل الثقب الأسود - ومن المثير أن نرى هذه النظرية تتحقق في جميع أنحاء العالم. إذا كنت تعتقد أن البيتكوين يقترب من قمة هذه الدورة، فتذكر: لا يزال أمام البيتكوين طريق طويل لمواكبة المعروض النقدي العالمي M2. أشار راؤول بال مؤخرًا إلى أن "89% من حركة سعر البيتكوين مرتبطة بالسيولة العالمية". هذا يعني أن سعر البيتكوين قد يصل إلى 150 ألف دولار أمريكي في الأشهر المقبلة، ولكن في النهاية، لا أحد يملك عبقرية التنبؤ بالمستقبل، لذا علينا الانتظار لنرى. يتسلل البيتكوين إلى وول ستريت بطرق جديدة، ويبذل الناس قصارى جهدهم لاكتناز هذه الأصول الرقمية. وشن هجوم مضاربي - خاصةً إذا كنت تمتلك عملات بديلة - خيار حكيم.